الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: البديع **
بسم الله الرحمن الرحيم قال عبد الله بن المعتز رحمه الله. قد قدمنا في أبواب كتابنا هذا بعض ما وجدنا في القرآن واللغة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع ليعلم أن بشاراً ومسلماً وأبا نواس ومن تقيّلهم وسلك سبيلهم لم يسبقوا إلى هذا الفن ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم حتى سمى بهذا الاسم فأعرب عنه ودلّ عليه. ثم إن حبيب بن أوس الطائي من بعدهم شُعفَ به حتى غلب عليه وتفرغ فيه وأكثر منه فأحسن في بعض ذلك وأساء في بعض وتلك عقبى الإفراط وثمرة الإسراف وإنما كان يقول الشاعر من هذا الفنّ البيت والبيتين في القصيدة وربما قُرئت من شعر أحدهم قصائد من غير أن يوجد فيها بيت بديع وكان يُستحسنُ ذلك منهم إذا أتى نادراً ويزداد حظوة بين الكلام المرسل وقد كان بعض العلماء يشبه الطائيّ في البديع بصالح بن عبد القدوس في الأمثال ويقول لو أن صالحاً نثر أمثاله في شعره وجعل بينها فصولاً من كلامه لسبق أهل زمانه وغلب على مدّ ميدانه وهذا أعدل كلام سمعته في هذا المعنى. بسم الله ومن الشعر البديع قوله من البسيط . والصُبحُ بالكوكب الدُّرىِّ منْحورُ وإنما هو استعارة الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف بها مثل أم الكتاب ومثل جناح الذل ومثل قول القائل الفكرة مخ العمل فلو كان قال لبّ العمل لم يكن بديعاً. ومن البديع أيضاً التجنيس والمطابقة وقد سبق إليهما المتقدمون ولم يبتكرهما المحدثون وكذلك الباب الرابع والخامس من البديع. وقد أسقطنا من كتابنا هذا أسانيد الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أصحابه إذا كان ذلك من التكثير ولم نذكر إلا حديثاً مشهوراً. ولعل بعض من قصر عن السبق إلى تأليف هذا الكتاب ستحدثه نفسه وتمنّيه مشاركَتنا في فضيلته فيسمى فناً من فنون البديع بغير ما سميناه به أو يزيد في الباب من أبوابه كلاماً منثوراً أو يفسر شعراً لم نفسره أو يذكر شعراً قد تركناه ولم نذكره إما لأن بعض ذلك لم يبلغ في الباب مبلغ غيره فألقيناه أو لأن فيما ذكرنا كافياً ومغنياً. وليس من كتاب إلا وهذا ممكن فيه لمن أراده وإنما غرضنا في هذا الكتاب تعريف الناس أنّ المحدثين لم يسبقوا المتقدمين إلى شيء من أبواب البديع وفي دون ما ذكرنا مبلغ الغاية التي قصدناها وبالله التوفيق.
وهو الاستعارة قال الله تعالى وقال وقال وقال وقال الأحاديث. فأما أحاديث النبي صلى الله عليه فقوله خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة طار إليها. وقوله ضموا ماشيتكم حتى تذهب فحمة العشاء. وقوله إنا لا نقبل زبد المشركين أي رفدهم. وقال صلى الله عليه رب تقبل توبتي واغسل حوبتي. وقال صلى الله عليه غلب عليكم داء الأمم الذين من قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر. كلام الصحابة. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في كتابه إلى ابن عباس وهو عامله على البصرة في بعض كلامه أرغِب راغبهم واحلل عُقد الخوف عنهم. وسُئل عن تغيير الشيب وما روى في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود فقال علي رضي الله عنه إنما قال ذلك والدين في قُلٍ فأما وقد اتسع نطاق الإسلام فكل امرء وما اختار لنفسه. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وذكر الملوك فقال إن الملوك إذا ملك أحدهم زهّده الله في ماله ورغّبه في مال غيره وأشرب قلبه الإشفاق وهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير جذلُ الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسهُ ونضب عمره وضحاً ظلّه " حاسبه الله عز وجل " فأشد حسابه وأقل غفره أراد من هذا نضب عمره وهو من الاستعارة ورووا أن علياً رضي الله عنه سأل كبير فارس عن أحمد سير ملوكهم عندهم فقال لأردشير فضيلة السبق غير أن أحمدهم سيرة أنوشروان قال فأي أخلاقه كان أغلب عليه قال الحلم والأناة قال علي رضي الله عنه هما توأمان ينتجهما علو الهمة. وقال علي رضي الله عنه العلم قفلُُمفتاحه السؤال. ورووا أن علياً رضي الله عنه قال لبعض الخوارج في حديث طويل والله ما عُرفْتَ حتى نعرَ الباطل فنجمت نجوم قرْنِ الماعزة. أردنا قوله نعر الباطل. وروا أن عمر رضي الله عنه لما حصّب المسجد قال له رجل لم فعلت ذلك فقال هو أغفرُ للنخامة. وقال الشعبيّ كتب خالد بن الوليد إلى مرازبة فارس عند مقدمه العراق أما بعد فالحمد لله الذي فض خدمتكم وفرق كلمتكم. الخدمة الحلقة المستديرة ومنه قيل للخلاخيل خِدامُُ. قال الشاعر من المتقارب . وتُبْدي لذاك العذارى الخِداما وسئلت عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه يفضل بعض الأيام على بعض قالت كان عمله ديمة أي دائماً. ولما قتل عثمان رضي الله عنه قال أبو موسى هذه حيصة من حيصات الفتن بقيت المثقلة الرداح. وقال الحجاج يوماً في حديث ذكره الشعبي دلوني على رجل سمين الأمانة. ولما عقدت الخوارج الرياسة لعبد الله بن وهب الراسبي أرادوه على الكلام فقال لا خير في الرأي الفطير والكلام القضيب فلما فرغوا من البيعة له قال دعوا الرأي يغب فإن غبوبه يكشف لكم عن فصة. وقال بعض الصالحين في ذمة الدنيا دار غرست فيها الأحزان وسكنها الشيطان وذمها الرحمن وعوقب بها الإنسان. وكان يقال رأس المآثم الكذب وعمود الكذب البهتان. وقال ابراهيم النخعي الفكر مخ العمل. وقيل لأعرابي إنك لحسن الكدنة قال ذاك عنوان نعمة الله عندي. ووصف أعرابي قوماً فقال كانوا إذا اصطفوا سفرت بينهم السهام وإذا تصافحوا بالسيوف فغر الحمام. وقال أكثم الحلم دعامة العقل. وسئل آخر عن البلاغة فقال دنو المآخذ ونزع الحجة وقليل من كثير. وقال خالد ابن صفوان لرجل رحم الله أباك فإنه كان يقرى العين جمالاً والأذن بياناً. وسئل أعرابي عن صديق له فقال صفرت عياب الود بيني وبينه بعد امتلائها واكفهرت وجوه كانت بمائها. وذكر أعرابي رجلاً فقال إن الناس يأكلون أماناتهم لقماً وفلان يحسوها حسواً. وقيل لأعرابية أين بلغتْ قِدْرك فقالت حين قام خطيبها. وقال بعضهم من ركب ظهر الباطل نزل دار الندامة. وقيل لأعرابي كم أهلك قال أب وأم وثلثة أولاد أنا سبيل عيشهم. وقيل لرؤبة كيف خلفت ما وراءك قال المراد يابس والمال عابس. ومن الاستعارة قول امرء القيس من الطويل وليل كموج البحر مرخ سدوله على بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل هذا كله من الاستعارة لأن الليل لا صلب له ولا عجز وقال من الطويل يضيىء سناه أو مصابيح راهب أمال السليط بالذبال المفتل أردنا من هذا البيت قوله أمال السليط. وقال زهير من الطويل إذا لقحت حرب عوان مضرة ضروس تهر الناس أنيابها عصل تهر أي تحملهم على أن يكرهوا يقال هرّ فلان كذا إذا كرهه وأهررته أنا حملته عليه وهرير الكلب صوت يردده إلى جوفه إذا كره الشيء أو الشتاء لشدّة البرد أو لغيره وقال أبو سعيد القول تهر ومن قال تهر الناس أراد أنها أساءت أخلاقهم لشدتها وتهر كأنها تنبح في وجوههم وقال أيضاً من الطويل صحا القلب عن سلمى واقصر باطله وعرى أفراس الصبى ورواحله وقال أيضاً من الوافر وقال النابغة من الطويل وصدر أراح الليل عازب همه تضاعف فيه الحزن من كل جانب أراد قوله أراح الليل عازب همه هذا مستعار من إراحة الراعي الإبل إلى مباءتها أي موضع تأوي إليه. وقال أيضاً من الطويل على أن حجليها إذا قلت أوسعا صموتان من ملء وقلة منطق وقال الأعشى من الكامل إذا لمتى سوداء أتبع ظلها غزلاً قعود بطالة أمشى ددا وقال أيضاً من الطويل سما لابن هر في العثار بطعنة تفور على سرباله نعراتها وقال أيضاً من الوافر فإن الحرب أمسى فخ - لها في الناس مغتلما وقال أوس بن حجر من الطويل وإني امرء أعددت للحرب بعدما رأيت لها ناباً من الشر أعصلا وقال عنترة بن معاوية العبسي من الكامل البكر أول السحاب أراد أنها لم تمطر قبل ذلك. وقال مهلهل من الكامل تلقى فوارس تغلب ابنة وائل يستطعمون الموت كل همام وقال الأفوه الأودى من الرمل ملكنا ملك لقاح أول وأبونا من بني أود خيار قال أبو سعيد اللقاح من العرب الذين لا يدينون للملوك وهو مأخوذ من لقاح الإبل أي هم مستغنون بما عندهم من العز عن غيرهم. وقال علقمة بن عبدة من البسيط بل كل قوم وإن عزوا وإن كرموا عريفهم بأثافي الشر مرجوم وقال المسيب بن علس من المتقارب وإنهم قد دعوا دعوة سيتبعها ذنب أهلب وقال الأسود بن يعفر من الوافر فأد حقوق قومك واجتنبهم ولا يطمح بك العز الفطير قال أبو سعيد أراد عزاً ليس بالمحكم كما أن الفطير من العجين ليس بمستحكم والفطير في غير ذا الجلد الذي لم يدبغ وقال طفيل من الكامل وجعلت كورى فوق ناجية يقتات لحم سنامها الرحل جذت حول أطناب البيوت وسوفت مراداً فإن تقرع عصا الحرب تركب سوفت شمت مرادها الموضع الذي ترود فيه. وقال الحرث ابن حلزة من الكامل حتى إذا التفع الظباء بأطر - اف الظلال وقلن في الكنس قال أبو سعيد التفع من اللفاع وهو اللحاف الذي يلتفع به ثم صار كل ثوب يجلل به الإنسان لفاعاً. وقال عمرو ابن كلثوم من الطويل ألا ابلغ النعمان عني رسالة فمجدك حولي ولؤمك قارح وقال النابغة الجعدي من المتقارب إذا أغلق الأمر أبوابه وعىّ ذوو الحزم بالمذهب علا بهم لجة مهلكاً وإن يطف أصحابه يرسب وقال الحطيئة من الطويل ألا من لقلب عارم النظرات يقطع طول الليل بالزفرات وقال أبو ذؤيب الهذلي من الكامل وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع وقال أبو خراش الهذلي من الطويل وقال لبيد من الكامل فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى واجناب أردية السراب إكامها وقال أيضاً من الكامل وغداة ريح قد كشفت وقرة إذ أصبحت بيد الشمال زمامها وقال أوس بن مغراء يهجو بني عامر من الطويل يشيب على لوم الفعال كبيرها ويغذي بثدى اللوم فيها وليدها وقال مزرد من الطويل عسوف السرى خبازة في عشائها رؤوس الأفاعي بين خف ومنسم هو ضربها بيدها ومنه أخذ الخبز لإلصاقه بالتنور. وقال الأخطل من الطويل وأهجر هجراناً جميلاً وينتحى لنا من ليالينا الأوائل أول وقال جرير من الطويل لحقت وأصحابي على كل حرة مروح تباري الأخنسي المكاريا وقال المرار الفقعسي من البسيط والقوم قد طلحوا والعيس رازحة كأن أعينها نزح القوارير ليغمز عزاً قد عسا عظم رأسه قراسية كالفحل يصرف بازله ومن البديع والاستعارة من كلام المحدثين وأشعارهم قول مالك بن دينار القلب إذا لم يكن فيه فكرة خرب. ورأى المأمون بعض ولده وفي يده دفتر فقال ما هذا يا بني فقال بعض ما يشحذ الفطنة ويؤنس في الوحدة. فقال المأمون الحمد لله الذي أراني من ذريتي من ينظر بعين عقله. وقال المنصور لمحمد بن عمران التيمي قاضي المدينة بلغني أنك بخيل قال والله ما أجمد في حق ولا أذوب في باطل. وقال اسحق بن ابراهيم الموصلي حدثني أبو دلف قال دخلت على الرشيد وهو في طارمة وإذا بباب الطارمة شيخ جليل على طنفسة فلما سلمت قال لي الرشيد كيف أرضك قلت خراب يباب خربها الأعراب والأكراد فقال قائل هذا آفة الجبل هو أفسده فقلت فأنا أصلحه فقال الرشيد وكيف ذاك قلت أفسدته وأنت علي فأصلحه وأنت معي فقال الشيخ إن همته لترمى به من وراء سنه مرمى بعيداً فسألت عنه فقيل لي العباس بن الحسن العلوي. ووقع بين أحمد بن يوسف وبين رجل شر بين يدي المأمون فقال أحمد للمأمون قد والله رأيته يا أمير المؤمنين يستملي من عينيك ما تلقاني به. وقال الرشيد وقد أنشده النمري من البسيط ما كنت أوفي شبابي كنه غرته حتى انقضى فإذا الدنيا له تبع وما خير الدنيا لا يخطر فيها برداء الشباب. وكتب خالد بن برمك إلى ابنه يحيى لعمرو بن عثمان التيمي عافانا الله وإياك من السوء برحمته قد عرفت حال عمرو بن عثمان التيمي وتقادم وده وانخراطه في سلكنا فتول من أمره ما يشبهك أو يشبهه فأمر له يحيى بألف ألف درهم. وقال إسحق قلت للعباس بن الحسن إني لأحبك فقال رائد ذاك معي وذكرت له رجلاً فقال دعني أتذوق طعم فراقه فهو والله لا تشجي به النفس ولا تكثر في أثره الالتفات. وكتبت إلى بعضهم إنما قلبي نجى ذكرك ولساني خادم شكرك. وكتبت في بعض الكتاب قد طالت علتك أو تعاللك واشتد شوقنا إليك فعافاك الله مما بك من مرض في بدنك أو إخائك ولا أعدمناك. وقال عبد الله بن إدريس قال كان لي جار معتوه فقلت له يوماً ما أجود الشعر فقال ما لم يحجبه عن القلب شيء انظر إلى قوله من الطويل ألا أيها النوام ويحكم هبوا. وأنشده بصوت جهير ثم قال أعرابي استأذن على القلب فلم يؤذن له ثم أنشد من الطويل . أسائلكم هل يقتل الرجل الحب بصوت لين ثم قال هذا مخنث استأذن على القلب فأذن له وقال أبو عبد الله الزبيري ما سمع النبي صلى الله عليه أحداً يحمد الله إلا جاذبه الحمد. وقال عمر بن عبد العزيز وجبت حجة الله على ابن الأربعين وأنشد من الطويل فدعه ولا تنفس عليه الذي مضى وإن مد أسباب الحياة له العمر يقال نفست بالشيء على فلان أنفس إذا بخلت به عليه. وكان رجل من أهل الأدب له أصحاب يشرب معهم وينادمهم فدعوه فلم يحبهم فقالوا ما منعك قال دخلت البارحة في الأربعين وأنا استحي من سني. وحج المهدي فمر ببلاد بني جعفر فقالت امرأة منهم أي شرف وجمال لو أن الله دعمه بأم جعفرية. وقال يحيى ابن خالد العقل خادم للجهل. وقال بعضهم في رسالة وحصن الله وليه وأوقع بأسه بجرثومة الضلال ومناخ الشرك ومركز الظلم بعد طول الإملاء وقلة المراقبة والارعواء. وقال آخر الاستطالة لسان الجهالة. وقال ذو الرياستين الطب استدامة الصحة ومرمة السقم. وكتب ابن مكرم في تعزيته أحمد بن دينار بأخيه ليس لأهله وولده مرجع إلى غيرك ولا مقيل إلا في ظلك فأنشدك الله فيهم فإنه خربهم بعمارة مروّته. ولإبراهيم ابن العباس في بعض كتبه إن أحق من أشاد بنعمة ناطقاً بلسان شكرها من ألبس من نعمة أعز ملابسها وحبى أفضل مواهبها كتبت إليك وأمير المؤمنين من لين الطاعة واتساق الكلمة ممن في بلدانه وحواشي سلطانه على ما يحمد الله عليه ويستزيده منه. وقال يحيى بن خالد الشكر كفاء النعمة. ولبعضهم فأتيتك حين أنفذ الصبر مدته وبلغ المكروه غايته ولم يبق من الستر إلا ما يشف دونه. ولبعضهم في رسالة إن شدة الحجاب تنغل أديم المودة. ودخل أبو سعيد المخزومي على اسحق بن ابراهيم المصعبي فأنشده قصيدة وكان حسن الإنشاد ثم دخل بعده الطائي فأنشده وكان رديء الإنشاد فقال المصعبي للطائي لو رأيت المخزومي وقد أنشدنا آنفاً فقال الطائي أيها الأمير نشيد المخزومي يطرق بين يدي نشيدي. وحدثني أبو عبد الله قال قال الحسن بن سهل خرير الماء لحن العمارة ولأعرابي في البرق من الطويل. إذا شيم أنف الليل أو مضى وسطه سناً كابتسام العامرية شاعف وقال أبو نواس من الكامل صهباء تفترس العقول فما ترى منها بهنّ سوى السبات جراحا وقال آخر من الكامل أما الطلول فمخبر - ات أنهم ظعنوا قريباً أحذتني الأحزان ح - ين وقفت فيها والكروبا فتركن في قلبي الندوبا وزرعن في رأسي المشيبا وقال أبو الشيص من الخفيف ربع دار مدرس العرصات وطلول ممحوة الآيات خفق الدهر فوقها بجناح - ين مريشين بالبلى والشتات يتبعن جاهلة الزمام كأنها إحدى القناطر وهي حرف ضامر وقال أبو نواس من الكامل في مجلس ضحك السرور به عن ناجذيه وحلت الخمر وقال مسلم من الطويل فأقسمت أنسى الداعيات إلى الصبى وقد فاجأتها العين والستر واقع قطفت بأيديها ثمار نحورها كأيدي الأسارى أثقلتها الجوامع وقال أشجع من الطويل وجارية لم تسرق الشمس نظرة إليها ولم يعبث بأيامها الدهر وقال العتابي من الطويل ومعضلة قام الربيع إزاءها ليعمد ركن الدين لما تهدما غداة عداة الملك شاحذة المدى عليه وغول الحرب فاغرة فما وقال من البسيط إن البرامك لا تنفك أنجية بصفحة الدين من نجواهم ندب تجرمت حجج عشر ومنصلهم مضرج بدم الإسلام مختضب ومن فوق أكوار المطايا لبانة أحل لها أكل الذرى والغوارب فتى ظفرت منه الليالي بزلة فأقلعن عنه داميات المخالب وقال من الكامل ناهضتُّ بالحسنِ بن عِمران العُلى وتنبهت لذكائه آمالي سكتاته عدة وفي نطقاته تفريق بين قرائن الأموال لما لجأت إلى ذراك وأشرفت عنق من الحدثان قلت نزال وقال النمري للرشيد من الوافر مننت علي ابن عبد الله يحيى وكان من الحتوف على شفير وقد سخطت بسخطتك المنايا فظلت فهي حائمة النسور لهم رحم تصوركم عليهم وتكسر عنكم حمة النكير وقال يصف بغداد من البسيط تحيا النفوس إذا أرواحها نفحت وحرشت بين أوراق الرياحين وقال العباس بن الأحنف من البسيط وقال محمود الوراق من الوافر أ إن ناصى سواد الرأس شيب فزعت إلى التعلل بالخضاب ألم تعلم وفرط الجهل أولى بمثلك أنه كفن الشباب وقال أشجع من الطويل تعض بأنياب المنايا سيوفه وتشرب من أخلاف كل وريد وقال بشار من الكامل تبعت عطاياه مواهبه كالسيل متبعاً قفا مطره وقال من المتقارب صببت هواك على قلبه فضاق وأعلن ما قد كُتم وبيضاء يضحك ماء الشب - اب في وجهها لك أو يبتسم ألا أيها السائلي جاهلاً ليعرفني أنا أنف الكرم نمت في الكرام بني عامر فروعي وأصلي قريش العجم وقال من الوافر شربنا من فؤاد الدن حتى تركنا الدن ليس له فؤاد رب نهار أمست أصائله ترشف من شمسه صبابات وقال محمد بن يزيد من ولد مسلمة بن عبد الملك يصف فرسه من الكامل عوته فيما أزور حبائبي إهماله وكذاك كل مخاطر فإذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر وقال أبو العتاهية من المديد راكب الأيام يجري عليها وله منهن يوم حرون وقال أبو نواس السابق في ميدان الشعراء من الرجز يغتال خزان الصحارى الرقطا يلقين منه حاكماً مُشتطا للعظم حطماً والأديم عطا وقال من الكامل عرم الزمان على الذين عهدتهم بك قاطنين وللزمان عُرام وقلت من الخفيف إسقني الراح في شباب النهار وانف همي بالخندريس العقار فكأن الربيع يجلو عروساً وكأنا من قطره في نثار سقاني بها والليل قد شاب رأسه غزال بحناء الزجاجة مختضب وقال الخريمي يذكر الإبل من الطويل وكم خبطت من فحمة لدُجُنة وحمرة وهاج عن الصيف جاحم وقال أبو نواس من الكامل عين الخليفة بي موكلة عقد الحذار بطرفها طرفي صحت علانيتي له وأرى دين الضمير له على حرف فلئن وعدتك تركها عدة إني عليك لخائف خلفي سلبوا قناع الطين عن رمق حي الحياة مشارف الحتف فتنفست في البيت إذ مُزجت كتنفس الريحان في الأنف وقال في الفرس من الكامل يبني العجاج على مفارقه بمعقب لم يعد أن وقحا وقال العلوي الإصفهاني ابن طباطبا من الخفيف صدف شق عن لآليء در أم كتاب قد فض عن نظم شعر مطر يذوب الصحو منه وبعده صحو يكاد من النضارة يمطر وقال من البسيط أمطرتهم عزمات لو رميت بها يوم الكريهة ركن الدهر لانهدما حتى انتهكت بحد السيف هامهم جزاء ما انتهكوا من قبلك الحرما وقال يخاطب منزلاً من الكامل يا منزلاً أعطى الحوادث حكمها لا مطل في عدة ولا تسويفا أرسى بناديك الندى وتنفست نفساً بعقوتك الرياح ضعيفاً ولئن ثوى بك مُلقياً بحرانه ضيف الخطوب لقد أصاب مضيفا المعنى أنه أصاب موضعاً يضيف إليه فيه أي يميل إليه لأن أهله قد فارقوه ومضيف محال لأن البلد لا يضيف ولأن الزمان لا يحتاج وإنما المعنى أن الزمان مال عليك فأصاب موضع محل ومنزل. وقال من الكامل يا سهم كيف يفيق من سكر الهوى حران يصبح بالفراق ويغبق عمري لقد نصح الزمان وإنه لمن العجائب ناصح لا يُشفق نصح الزمان أي أدبك بما يريك من غيره واختلافه والزمان لا يشفق على أحد لأنه يأتي على من العجائب أن يضحك الدهر وهو لا يشفق وقال من الطويل كلوا الصبر غضاً واشربوه فإنكم أثرتم بعير الظلم والظلم بارك متى يأتك المقدار لا تك هالكاً ولكن زمان غال مثلك هالك وقال العباس بن الأحنف من البسيط ولي جفون جفاها النوم فاتصلت أعجاز دمع بأعناق الدم السرب هذا وأمثاله من الاستعارة مما عُيب من الشعر والكلام وإنما نخبر بالقليل ليُعرف فيتُجنب. قال المهلب لرجل من الأزد متى أنت قال أكلت من حيوة رسول الله صلى الله عليه سنتين فقال أطعمك الله لحمك. وقال عبيد الله بن زياد يوماً وكانت فيه لُكنه افتحوا سيفي يريد سلوه فقال يزيد بن مفرغ من الوافر ويوم فتحت سيفك من بعيد أضعت وكل أمرك للضياع وقال عبيد الله أيضاً لسويد بن منجوف اقعُد على است الأرض فقال سويد ما أعلم للأرض استاً. وقال الجاحظ رأى قوم مع رجل خُفّا فقال ما هذا فقال قلنسوة فضحكوا منه فقال عياض صدق هذه قلنسوة الرجل. وقال بعضهم في يوم مطر شديد قد انقطع شريان الغمام. وقال بعض أهل زماننا في مخاطبته لصاحبه يا إمام الخطباء ويا عنصر الخلصاء ومولى الأدباء. ولعلي بن عاصم العبدي الإصفهاني من الكامل زُم العزاء غداة زم جِمالهم فحدا الحداةُ به مع الأجمال والحادثات متى فغرن بغُصتي لقمتهنّ شجاً بوخد جمال وقال آخر من الطويل خطوب المنايا صرحت عن مواهب مواهب أجر من نتاج المصائب وقال الطائي من الخفيف فضربت الشتاء في أخدعيه ضربة غادرته عوداً ركوباً ومن عجيب هذا الباب قول الكميت من الطويل ولما رأيت الدهر يقلب ظهره على بطنه فعل الممعك في الرمل كما طعنت عنا قضاعة طعنة هي الجد مأدوم النحيزة بالهزل
وهو التجنيس وهو أن تجيء الكلمة تُجانس أُخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليها. وقال الخليل الجنسُ لكل ضرب من الناس والطير والعروض والنحو فمنه ما تكون الكلمة تُجانس أخرى في تأليف حروفها ومعناها ويشتق منها مثل قول الشاعر من الكامل يومٌ خلجت على الخليج نفوسهم. أو يكون تُجانِسها في تأليف الحروف دون المعنى مثل قول الشاعر من البسيط . إن لوم العاشق اللُّوم قال الله تعالى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال سبحانه وقال رسول الله صلى الله عليه عصية عصت الله وغفار غفر الله له. وقال الظلم ظلمات. وقال معاوية لابن عباس رحمه الله ما لكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم كما تصابون في بصائركم. ويقال ان عقيل بن أبي طالب تكلم بذاك. وقال أبو تمام من الطويل جلا ظلمات الظلم عن وجه أمة أضاء لها من كوكب الحق آفله ولما ردها في الشول شالت بذيال يكون لها لفاعا ويروى في بعض الحديث عن عمر رضي الله عنه أنه قال هاجروا ولا تهجروا. وقال محمد بن كناسة من الطويل وسميته يحيى ليحيى ولم يكن إلى رد أمر الله فيه سبيل تيممت فيه الفأل حين رزقته ولم أدر أن الفأل فيه يفيل وقال جرير من الطويل فما زال معقولاً عقال عن الندى وما زال محبوساً عن المجد حابس وقال ذو الرمة من الطويل كأن البرى والعاج عيجت متونه على عشر يرمى به السيل أبطح وقال زياد الأعجم من الطويل ونبئتهم يستنصرون بكاهل وللوم منهم كاهل وسنام وفي هذا البيت تجنيس واستعارة. وقال رجل من بني عبس من البسيط أبلغ لديك بني سعد مغلغلة إن الذي بيننا قد مات أو دنفا وذاكم أن ذل الجار حالفكم وأن أنفكم لا يعرف الأنفا وأقطع الخرق بالخرقاء لاهية إذا الكواكب كانت في الدجى سرجا وقال حيان بن ربيعة الطائي من الوافر لقد علم القبائل أن قومي لهم حد إذا لبس الحديد وقال النعمان بن بشير لمعاوية من الطويل ألم تبتدركم يوم بدر سيوفنا وليلك عما ناب قومك نائم وقال الكميت من الطويل ونحن طمحنا لامرء القيس بعد ما رجا الملك بالطماح نكباً على نكب وأخذه من قول امرء القيس من الطويل لقد طمح الطماح من بعد أرضه ليلبسني من دائه ما تلبسا وقال الفرزدق من الطويل خفاف أخف الله عنه سحابة وأوسعه من كل ساف وحاصب وقال أوس بن حجر يصف وادياً وموضعاً من البسيط لكن بفرتاج فالخلصاء أنت بها فحنبل فعلى سراء مسرور وقال زهير بن أبي سلمى من البسيط وقال الكميت من الطويل فقل لجذام قد جذمتم وسيلة إلينا كمختار الرداف على الرحل وقال الأرقط من الرجز مرتجز في عارض عريض وحدثني العنزي قال حدثني عمر بن عبيدة قال حدثني الوليد بن هشام قال مر عامر بن عبد الله بن الزبير بحسن بن حسن وهو نازل بمر قال نزلت بمر فمرر عليك عيشك فقال بل نزلت في مر في حال طاب لي أكله إذ أنت متلوث في أدناس بني أمية. وقال أعرابي وذكر عباداً ما تراهم إلا في وجه وجيه. المحدثون. كتب أبو العيناء إلى ابن مكرم في بعض ما يذمه وأخاه وكيف أظهرتم حب النساء وبكم عرق النسا وكيف تقدمتم المهور مع حاجتكم إلى الذكور. قال الطائي من البسيط ويوم أرشق والهيجاء قد رشقت من المنية رشقاً وابلاً قصفا وقال من الطويل إذا ألجمت يوماً لجيم وحولها بنو الحصن نجل المحصنات النجائب فإن المنايا والصوارم والقنا أقاربكم في الروع دون الأقارب فاض فيض الأتى حتى غذا الموسم من فضل سيبه موسوماً وقال من الخفيف سعدت غربة النوى بسعاد فهي طوع الاتهام والإنجاد وهذا من الأبيات الملاح. ثم مدح فيها فقال من الخفيف عاتق معتق من الهون إلا من مقاساة مغرم أو نجاد للحمالات والحمائل فيه كلحوب الموارد الأعداد كادت المكرمات تنهد لولا أنها أيدت بحي إياد ملأتك الأحساب أي حياة وحيا أزمة وحية وادي وقال سعيد بن حميد من الكامل طلعت أوائل للرياض فبشرت نور الربيع بجدة وشباب وغدا السحاب يكاد يسحب في الربا أذيال أسحم حالك الجلباب وترى السماء إذا أسف ربابها وكأنها كسيت جناح غراب وترى الغصون إذا الرياح تنفست ملتفة كتعانق الأحباب دار الغواني بدلت أطلالها حور المها وشودان الغزلان لعبت بها حتى محت آثارها ريحان رائحتان باكرتان وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير في المطر من الكامل وعلا لغاط فبات يلغط سيله ويعج في لبب الرغام ويصخب جمع في هذا البيت التجنيس والاستعارة. وقال الطائي من الكامل راحت لأربعك الرياح مريضة وأصاب مغناك الغمام الصيب وقدم في بعض المجالس إلى صديق لنا بخور فقال له غلام صاحب المنزل تبخر فإنه ند فلما ألقاه على النار لم يستطبه فقال هذا ند عن الند. وقال بعضهم من البسيط لا تضع للوم إن اللوم تضليل واشرب ففي الشرب للإخوان تعليل فقد مضى القيظ واحتثت رواحله وطابت الراح لما آل أيلول لم يبق في الأرض نبت يشتكي مرهاً إلا وناظره بالطل مكحول وقال أبو محمد اليزيدي للأصمعي من المتقارب وما أنت هل أنت إلا امرء إذا صح أصلك من باهله وللباهلي على خبزه كتاب لآكله الآكله وقال أبو العباس وكتب إلى بعض الإخوان قد رخصت الضرورة في الإلحاح وأرجو أن تحسن النظر كما أحسنت الانتظار. وقال اسحق بن ابراهيم الموصلي نزل بأبي دلامة أضياف له فغداهم ثم بعث إلى سندية نباذة يقال لها دوم وأرسل إليها بجرة فوجهت إليه فشربوها ثم أعاد فبعثت بأخرى وجاءت تقتضيه الثمن فقال ليس عندي ما أعطيك ولكن أدعو لك فقال من الوافر ألا يا دوم دام لك النعيم وأحمر ملء كفك مستقيم شديد الأصل ينبض حالباه قوى فوقه فهر عظيم يقويه الشباب ويزدهيه وينفخ فيه شيطان رجيم وقال مسلم بن الوليد من البسيط يا صاح إن أخاك الصب مهموم فارفق به إن لوم العاشق اللوم وقال أيضاً من البسيط تورى بزندك أو تسعى بجدك أو تفرى بحدك كل غير محدود وقال بعضهم يصف السحاب من الخفيف نسجته الجنوب وهي صناع وترقى كأنه حبشي وقال آخر من الكامل قالت فراسة من يطور بمشبل ورد وتزعم أنه لا يفرس وقال أبو يعقوب اسحق بن حسان الخريمي من الكامل يوم خلجت على الخليج نفوسهم غضباً وأنت بمثلها مستام وقلت من الكامل يا دار أين ظباءك اللعس قد كان لي في إنسها أنس أين البدور على غصون نقا من تحتهن خلاخل خرس وقال أبو نواس من الكامل تدع المطي أمامها وكأنها صف تقدمهن وهي إمام وقال والبة بن الحباب يرثي أخاً له من المنسرح أمسيت في حفرة ببلقعة جاورها في محلها حفر وكنت لي مألفاً إذا نفر من بعض إخوان ودهم نفروا وقال البحتري من البسيط لولا علي بن مر لاستمر بنا خلق من العيش فيه الصاب والصبر ألوي إذا شابك الأعداء كدهم حتى يروح وفي أظفاره ظفر جافى المضاجع ما ينفك في لجب يكاد يقمر من لألائه القمر وقال أيضاً من الكامل ورمى بثغرته الثغور فسدها طلق اليدين مؤملاً مرهوباً وقال أيضاً من الطويل حيا الأرض ألقت فوقه الأرض ثقلها وهول الأعادي حوله الترب هائل ستبكيه عين لا ترى الجود بعده إذا فاض منها هامل عاد هامل وقال أبو تمام من الكامل وله إذا خلق التخلق أو نبا خلق كروض الحزن أو هو أخصب وأنشد العتبي من الكامل دنس القميص غليظه من غير لحمته سداه وشعاره من شعره فكأنه من مسك شاه ويقال إن عبد الله بن إدريس سئل عن النبيذ فقال جل أمره عن المسئلة أجمع أهل الحرمين على تحريمه ولم يقصده فيما أظن ولكن كما تهيأ له في الكلام. أكابد منك أليم الألم فقد أنحل الجسم بعد الجسم وقال أيضاً من الكامل إن كان يوم صائراً لمنية إلفاً فيوم تفرق الإلفين وقال آخر من البسيط كم رأس راس بكى من غير مقلته دماً وتحسبه بالقاع مبتسماً وهذا أيضاً يدخل في باب المطابقة. وقال أيضاً بعض المحدثين يعرف بالبندنيجي يمدح عبيد الله بن عبد الله بن طاهر من البسيط هي الجآذر إلا أنها حور كأنها صور لكنها صور نور الحجال ولكن من معايبها إذا طلبت هواها إنها نور غيداء لو بل طرف البابلي بها لارتد وهو بغير السحر مسحور إن الرواح حكى روح العراق لنا أصلاً وقد فصلت من مكة العير تشكي العقوق وقد عق العقيق لها وأرض عروة من بطحان فالنير يحتثها كل زول دأبه دأب من طول شوق وهجيراه تهجير ذهبت بمذهبه السماحة فالتوت فيه الظنون أمذهب أم مذهب وقال من البسيط أحطت بالحزم حيزوماً أخا همم كشاف طخياء لا ضيقاً ولا حرجا وقال البهروي في ظاهر بن الحسين من البسيط ولو رأى هرم معشار نائله لقيل في هرم قد جن أو هرما
قال الخليل رحمه الله يقال طابقت بين الشيئين إذا جمعتهما على حذو واحد وكذلك قال أبو سعيد فالقائل لصاحبه أتيناك لتسلك بنا سبيل التوسع فأدخلتنا في ضيق الضمان قد طابق بين السعة والضيق في هذا الخطاب. وقال الله تعالى ولكم في القصاص حيوة يا أولي الألباب. وقال رسول الله صلى الله عليه للأنصار إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع وهذا مثل الأول. وقال عيسى بن طلحة لعروة بن الزبير حين ابتلى في رجله ان ذهب أهونك علينا فقد بقى أعزك علينا فطابق كما ترى بين العز والهوان. وقال أدد بن مالك بن زيد بن كهلان وهو طيىء في وصيته لولده لا تكونوا كالجراد أكل ما وجد وأكله من وجده. وقيل لابن عمر رضي الله عنه ترك فلان مائة ألف قال لكنها لا تتركه. وقال الحجاج في خطبته إن الله كفانا مؤونة الدنيا وأمرنا بطلب الآخرة فليت الله كفانا مؤونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا وقال آخر من العمل ما هو ترك العمل ومن ترك للعمل ما هو عمل. ومن المطابقة قول الحسن المشهور ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت. وقال الوليد بن عتبة بن أبي سفيان للحسين وهو والي المدينة في بعض منازعاتهم ليت طول حلمنا عنك لا يدعو جهل غيرنا إليك. وقال أبو الدرداء معروف زماننا منكر زمان قد فات ومنكره معروف زمان لم يأت. وقال الحسن رضي الله وقد أنكر عليه الإفراط في تخويف الناس إن من خوفك حتى تبلغ الأمن خير ممن آمنك حتى تبلغ الخوف. ولما حضر بشر بن منصور الموت فرح فقيل له أتفرح بالموت فقال أتجعلون قدومي على خالق أرجوه كمقامي مع مخلوق أخافه. وقال عمر إذا أنا لم أعلم ما لم أر فلا علمت ما رأيت. وقال مسلمة بن عبد الملك ما حمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز ولا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم. وقال الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة. وقال ابن عباس كم من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي وكم من أذنب وهو يبكي دخل الجنة وهو يضحك. وقال أعرابي لرجل إن فلاناً وإن ضحك لك فإنه يضحك منك فإن لم تتخذه عدواً في علانيتك فلا تجعله صديقاً في سريرتك. وقال علي رضي الله عنه إن أعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه. وقال الحسن كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب. وشتم رجل الشعبي فقال له إن كنت كاذباً فغفر الله لك وإن كنت صادقاً فغفر الله لي. وأوصى يزيد بن معاوية غلاماً فقال اعلم أن الظن إذا أخلف فيك أخلف منك. وقال الحسن أما تستحيون من طول ما لا تستحيون. وقال من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن خاف الناس أخافه من كل شيء. وقال علي بن عبد الله بن عباس وذكرت عنده بلاغة بعض أهله إني لأكره أن يكون مقدار لساني فاضلا على مقدار علمي كما أكره أن يكون مقدار علمي فاضلاً على مقدار عقلي. وقال لقمان لابنه إياك والكسل والضجر فإنك إذا كسلت لم تؤد حقاً وإذا ضجرت لم تصبر على حق. وقال بعض الواعظين كان الناس ورقاً بلا شوك فصاروا شوكاً بلا ورق. وحدثني الأسدي قال قيل لأبي دؤاد الإيادي وبنته تسوس دابته أهنتها يا أبا دؤاد فقال أهنتها بكرامتي كما أكرمتها بهواني. وقال زهير من البسيط ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا وقال عبد الله بن الزبير الأسدي من الوافر رمى الحدثان نسوة آل حرب بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضاً ورد وجوهن البيض سودا وقال حسين بن مطير من الطويل مبتلة الأرداف زانت عقودها بأحسن مما زينتها عقودها وقال طفيل الغنوى من البسيط بساهم الوجه لم يقطع أباجله يصان وهو ليوم الروع مبذول وقال الأخطل من الكامل وقال الطائي من الطويل إذا ذاقها وهي الحيوة رأيته يقطب تقطيب المقدم للقتل وقال كثير من الطويل تشنى إلى الأعداء حتى إذا أتوا لمرضاته طوعاً وكرهاً تحبباً وقال الفرزدق من الكامل قبح الإله بني كليب إنهم لا يغدرون ولا يفون لجار وقال آخر من الطويل ألا يا نسيم الريح إن كنت هابطاً بلاد سليمى فالتمس أن تكلما وبلغ سليمى حاجة لي مهمة وكن بعدها عن سائر الناس أعجما وقال بعضهم إذا شربت النبيذ فاشربه مع من يفتضح هو لا مع من يفتضح به. المحدثون. سعى علي بن عيسى بن ماهان إلى الرشيد بالفضل بن يحيى فرمى بكتابه إلى جعفر وقال أجبه فكتب على ظهره حفظك الله يا أخي وحبب إليك الوفاء فقد أبغضته وبغض إليك الغدر فقد أحببته إن حسن الظن بالأيام داعية الغير والله المستعان. وقال محمد بن إسرائيل بن محمد بن إسرائيل القاضي قال لي مجنون كان يكون في الخربات يا إسرائيل خف الله خوفاً يشغلك عن الرجاء فإن الرجاء يشغلك عن الخوف وفر إلى الله ولا تفر منه. وقال ابن السماك لأن أكون في السوق وقلبي في المسجد أحب إلي من أن أكون في المسجد وقلبي في السوق. وباع أبو العيناء دابة كان عبيد الله بن يحيى حمله عليها من ابن لعبيد الله فدافعه بثمنه ثم لقيه فقال ايش خبرك يا أبا العيناء فقال بخير يا من أبوه يحمل وهو يرجل. وقال ذو الرياستين احذروا اجتماع المضار وافتراق المسار. وكتب عبد الصمد بن على إلى مروان وقد ذكر له أمر الحرم الحق لنا في دمك وعلينا في حرمك. وقال عبيد الله بن عبد الحميد في تعزية ما أشبه الباقي الذي ينتظر الفناء بالماضي الذي قد أتى الفناء عليه. وقلت لبعض فقهائنا وأنا عليل قد سألني عائد لي بحضرته كيف أنت أتراني ان قلت في عافية كاذباً فقال لي لا. قال بعض الصالحين إن أعلك الله من جسمك فقد أصحّك من ذنوبك. وكتب يحيى بن خالد إلى الرشيد يا أمير المؤمنين إن كان الذنب لي خاصاً فلا تعمن بالعقوبة فإن الله يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى. ولبعضهم الكريم واسع المغفرة إذا ضاقت المعذرة. وقال ابو تمام من الطويل لهم منزل قد كان بالبيض كالمها فصيح المعاني ثم اصبح أعجما ورد عيون الناظرين مهانة وقد كان مما يرجع الطرف مكرما وقال في الإبل من البسيط إذا تضللت من أرض فصلت بها كانت هي العز إلا أنها ذلل وقال في الشيب من الخفيف غرة مرة ألا إنما كن - ت أغراً أيام كنت بهيماً دقة في الحياة تدعى جلالاً مثل ما سمى اللديغ سليماً وقال ابن السماك للرشيد يا أمير المؤمنين تواضعك فيشرفك أشرف من شرفك. وقال الطائي من الطويل وضل بك المرتاد من حيث يهتدي وضرت بك الأيام من حيث تنفع وقد كان يدعى لابس الصبر حازماً فأصبح يدعى حازماً حين يجزع وقال آخر من الكامل أما القبور فإنها مأنوسة بجوار قبرك والديار قبور وقال أبو العتاهية من الكامل يا حسرتا من يوم يج - مع شرتى كفن ولحد ضيعت ما لا بد لي منه بما لي منه بد وقال سديف من الكامل وقال عمارة بن عقيل من الخفيف وأرى الوحش في يميني إذا ما كان يوماً عنانه في شمالي وقال أبو تمام من البسيط فيم الشماتة إعلاناً بأسد وغى أفناهم الصبر إن بقاكم الجزع وقال البحتري من الخفيف إن أيّامَه من البيض بيضٌ ما رأينا المفارقَ السودَ سودا وقال النميريّ من الكامل ومجالس لك بالحمى وبها الخليط نزول أيامهنّ قصيرة وسرورهن طويل وسعودهنّ طوالع ونحوسهن أفول والمالكية والشبا - ب وقينة وشمول وقال بشار من البسيط حتّام قلبي مشغول بذكركمُ يهذي وقلبُك مربوط بنسياني لهفي عليها ولهفي من تذكرها يدنو تذكرها مني وتنآني وقال أبو العتاهية من الطويل غنيت عن الوصل القديم غنيتا وضيعت قلباً كان لي ونسيتا تجاهلت عما كنت تحسن وصفه ومت عن الإحسان حين حييتا وقال إبراهيم بن العباس من الوافر غنى عنك ما استغنيت عنه وطلاع عليك مع الخطوب وقال ابو العتاهية من الخفيف عاذلى في المدام غير نصيح لا تلمني على شقيقة روحي لا تلمني على التي فتنتني وأرتني القبيح غير قبيح إن بذلي لها لبذل جواد واقتنائي لها اقتناء شحيح وقال أيضاً من الخفيف يا بني النقص والغير وبني الضعف والخور وبني البعد في الطباع على القرب في الصور وقال أيضاً من الرمل يا قليلاً في التلاقي وكثيراً في ضميري وقال البحتري يصف بركة المتوكل من البسيط إذا علتها الصبا أبدت لنا حبكاً مثل الجواشن مصقولاً حواشيها فحاجب الشمس أحياناً يضاحكها وريق الغيث أحياناً يباكيها وقال أيضاً من الكامل حالت بك الأشياء عن حالاتها فالحزن حلّ والعزاء حرام وبرغم أنفي أن أراك موسداً يد هالك والشامتون قيام وشرب بعض الناس عند الحسن بن وهب قدحاً فلما استوفاه عبس فقال والله ما أنصفتها تضحك في وجهك وتعبس في وجهها فأخذ بعض المحدثين من الكامل ما أنصف الندمان كأس مدامة ضحكت إليه فشمّها بتعبس ودخل ابن شبابة على قوم يشربون الخمر ومعه صديق له فقال الرجل الويل لنا إن كان ما يشربون خمراً. فقال ابن شبابة الويل لنا إن لم يكن ما يشربون خمراً. وقال سعيد بن سلم تركنا كثير النبيذ لله وقليله للناس. ويقال اشرب من النبيذ ما لا يشربك. ولأعرابي في البراغيث من الطويل وقال الطائي من الطويل لقد ضاقتِ الدنيا علي بأسرها لهجرانه حتى كأني في حبس أسكن قلباً هائماً فيه مأتم من الشوق إلا أن عيني في عرس وقال سهل بن هارون من طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفر رزقه منها ومن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها. وقال بعضهم يهجو قوماً من المتقارب فيا قبحهم بالذي خولوا ويا حسنهم في زوال النعم وقال عبد الله بن أبي عيينة في عيسى بن سليمان من الطويل أفاطم قد زوجت من غير خبرة فتى من بني العّباس ليس بطائل فإن قلت من آل النبي فإنه وإن كان حر الأصل عبد الشمائل وقلت في الفصول الصغار القصار طلاق الدنيا مهر الجنة. غضب الجاهل في قوله وغضب العاقل في فعله. ومن المعيب من المطابقة في الكلام والشعر قول الأُخيطل من الكامل قلت المقام وناعب قال النوى فعصيت أمري والمطاع غراب وهذا من غث الكلام وبارده. وقال أيضاً من الكامل كم جحفل طارت قدامى خيله خلفته يوم الردى منتوفا وقال أيضاً في الخمر من الكامل ورمى النديم بماء مزن رأسها فرمته من أضغانها في الراس وحسا مصونتها فأرخت نفسها حتى احتست بالسكر نفس الحاسى وقال بعض الشعراء في القاسم بن عبيد الله من الكامل من كان يعلم كيف رقة طبعه هو مقسم أن الهواء ثخين وقال الطائي من الوافر فيا ثلج الفؤاد وكان رضفاً ويا شبعى برؤيته وريى وقال من الخفيف فإذا الصنع كان وحشاً فمل - يت برغم الزمان صنعاً ربيبا ولبعض المحدثين وهو من عجيب هذا الباب في الردآة من الكامل وجعلت مالك دون عرضك جنة إذ عرض غيرك لا يقيه بقوة وقال كاتب تامش واسمه شجاع في دعائه يا رب ارحم ترحم.
|